فـَتاوى عُـلمَاء المُسلمين في كـُفر العَـلمَانية والعلمانيـين :
فـَتاوى عُـلمَاء المُسلمين في كـُفر العَـلمَانية والعلمانيـين :
____________________________
السؤال: ما هي "العَلمانية"، وما حكم الإسلام في أصحابها؟
الجواب للعلامة الشيخ د الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - :
"العَلمانية": مذهب جديد وحركة فاسدة، تهدف إلى فصل الدين عن الدولة والإِكْبَاب
على الدنيا والانشغال بشهواتها وملذاتها، وجعلها هي الهدف الوحيد في هذه الحياة،
ونسيان الدار الآخرة والغفلة عنها، وعدم الالتفات إلى الأعمال الأخروية، أو الاهتمام بها،
وقد يصدق على العَلماني قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ
الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ
فَلا انْتَقَشَ".
وقد دخل في هذا الوصف كل من عاب شيئاً من تعاليم الإسلام قولاً أو فعلاً؛ فمن حكم
القوانين وألغى الأحكام الشرعية فهو "عَلماني"، ومن أباح المحرمات كالزنى والخمور
والأغاني والمعاملات الربوية، واعتقد أن منعها ضرر على الناس، وتحَجُّر لشيء فيه
مصلحة نفسية فهو "عَلماني"، ومن منع أو أنكر إقامة الحدود كقتل القاتل ورجم أو جلد
الزاني والشارب أو قطع السارق أو المحارب، وادعى أن إقامتها تنافي المرونة، وأن فيها
بشاعة وشناعة، فقد دخل في العلمانية.
أما حكم الإسلام فيهم؛ فقد قال تعالى في وصف اليهود: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البَقـَـرَة: 85]، فمن قبل ما يناسبه
من الدِّين كالأحوال الشخصية وبعض العبادات ورد ما لا تهواه نفسه؛ دخل في الآية.
وهكذا يقول تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا
لاَ يُبْخَسُونَ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآْخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة هـُـود].
فالعلمانيون هدفهم جمع الدنيا والتلذذ بالشهوات ولو محرمة ولو منعت من الواجبات،
فيدخلون في هذه الآية، وفي قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ
لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً} [سورة الإسـرَاء]، ونحو ذلك من
الآيات والأحاديث.
موقع الآلوكة.
============
سئل شيخنا العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ هذا السؤال :
يا شيخ هل العلمانية كفار؟
فقال: " نعم العلمانية كفر.. العلمانية يقولون هي فصل الدين عن الدولة!!.. يقولون
الدين في المساجد فقط وأما في المعاملات وفي الحكم فليس للدين دخل, هذه
العلمانية فصل الدين عن الدولة فالذي يعتقد هذا الاعتقاد كافر, اللي يعتقد أن الدين
ماله دخل في المعاملات ولا له دخل في الحكم ولا له دخل في السياسة وإنما هو
محصور في المساجد فقط وفي العبادة فقط هذا لا شك انه كفر والحاد, أما إنسان يصدر
منه بعض الأخطاء ولا يعتقد هذا الاعتقاد هذا يعتبر عاصيا ولا يعتبر علمانيا, هذا يعتبر
من العصاة ".
شبكة نور الاسلام
============
مواقف علماء المسلمين من العلمانية والعلمانيين اتخذ علماء المسلمين من العلمانية،
ورموزها موقفاً حازماً وواضحاً، فمن ذلك:
أولاً: اعتبار الدعوة إلى العلمانية دعوة إلى الكفر: كما جاء في فتوى اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم (18396): ''ما يسمى بالعلمانية التي هي دعوة إلى
فصل الدين عن الدولة، والاكتفاء من الدين بأمور العبادات، وترك ما سوى ذلك من
المعاملات وغيرها، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية، فمن أراد أن يدين بالإسلام
فعل، ومن أراد أن يرتد فيسلك غيره من المذاهب والنحل الباطلة فعل، فهذه وغيرها من
معتقداتها الفاسدة، دعوة فاجرة كافرة يجب التحذير منها وكشف زيفها، وبيان خطرها
والحذر مما يلبسها به من فتنوا بها، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم. نسأل الله العافية
والسلامة منها وأهلها''.
===========
ثانياً: أوجبوا على العلماء وطلبة العلم مناقشة العلمانيين والرد على شبهاتهم
وأباطيلهم: من ذلك ما جاء في فتوى الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح (ش
\236) جواباً على السؤال التالي: ''السؤال: هل يجوز لطلبة العلم المتمكنين من العلم
الشرعي مناظرة أهل الأهواء كالعلمانيين وغيرهم في مناظرات علنية دحضاً لشبهاتهم
ورداً على افتراءاتهم على الدين الإسلامي؟
الشيخ: أنا أقول يجب، يجب على المتمكنين أن يجادلوا هؤلاء، لقوله تعالى: {ادْعُ إلى
سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }وإذا تبين الحق ولم
يرجع إليه هؤلاء فعلى ولي الأمر أن يلزمهم بذلك، أو يعزرهم تعزيراً يردعهم عن الدعوة
الباطلة؛ لأنه لا يمكن أن نجعل الناس وشياطينهم أحراراً يقولون ما شاءوا، ما دام لنا
قدرة والحمد لله وسيطرة وسلطان، فيجب أن نردع هؤلاء حتى لا يعيثون في الأرض
فساداً، وإذا كان الحرابة في أخذ الأموال من الناس حكمها معروف: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ
يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ } [المائدة:33 إذا كان هذا في أخذ أموال الناس
والاعتداء على حياتهم فكيف بمن يسلب الناس دينهم، ويحرمهم الدنيا والآخرة؟!!''.
=============
ثالثاً: دعوة العلماء ولاة أمور المسلمين إلى محاكمة العلمانيين وإضرابهم: كما جاء في
فتوى الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في لقاء الباب المفتوح (ش\236) جواباً على
السؤال التالي: ''السؤال: هل يجوز إطلاق لفظ علماني أو ليبرالي على من يتفاخر بهذه
التسمية ويقول: إنه علماني وليبرالي، ويعارض علناً تطبيق الشريعة.
الشيخ: الواجب على ولاة الأمور أن مثل هؤلاء القوم يحاكمون ويحكم عليهم بما يقتضي
الشرع؛ لأن الذي يدعو إلى التحرر مطلقاً من كل قيد ولو كان دينياً هذا كافر، وما معنى
أن نقول: إنت حر، صل أو لا تصل، صم أو لا تصم، زك أو لا تزكِ؟ معناه: أنه أنكر فريضة
من فرائض الإسلام، بل فرائض الإسلام كلها، وأباح الزنا واللواط والخمر، فكيف يكون هذا
مسلم؟!! هذا مرتد كافر، يحاكم فإن رجع إلى دين الإسلام وكف شره عن المسلمين
وإلا فالسيف''.
=============
رابعاً: معاملتهم معاملة المرتدين: أفتى الشيخ ابن جبرين بمعاملة العلمانيين الذين
يعتقدون بالعلمانية اعتقاداً جازماً يصرحون به معاملة المرتدين ؛ فقال في شرحه على
كتاب عمدة الأحكام (ش\81) جواباً على السؤال التالي: ''السؤال: هناك طوائف ظهرت
في هذا الزمان ليست يهوداً ولا نصارى، ولكنهم علمانيون وحداثيون، فهل يورثون إذا
توفي قريب لهم؟
الجواب:
لا بد أن نبحث عن معتقدهم، وأن نتحقق من عملهم أنهم على معتقد مكفّر، فمثلاً
عقيدة من يسمون بالبعثيين عقيدة سيئة تؤول إلى الكفر، وهي التي يعتقدها ويعتنقها
حاكم العراق وغيره، لاشك أنها مكفرة ولا نطيل في شرح معتقدهم. كذلك أيضاً
العلمانيون عقيدتهم أن الدين اختياري، وأن الإنسان مخير له أن يختار ما يشاء، وما يقدر
عليه من أمور الدين والدنيا، ولا حرج عليه إذا ترك عبادة وفريضة وركناً من أركان الإسلام
ونحو ذلك، وأن الدين ليس له علاقة بالدنيا، فمثل هذا إذا كان يعتقد اعتقاداً جازماً وصرح
بذلك حكم بكفره، ولن يرث من أهله المسلمين، أما إذا كان يتهم بذلك لمجرد عمل فقد
لا يكون ذلك العمل صادراً عن عقيدة، وإنما هو عن تأويل، أو عن تساهل وتكاسل''.
=============
خامسا: فتاوى بتكفير البعض: صدرت الفتوى من علماء المسلمين بتكفير بعض أعيان
العلمانيين، ومن ذلك ما قاله الشيخ الألباني -رحمه الله- في فتاوى جدة (ش\21): ''
كان جرى نقاش بيني وبين أحد القسيسين المارونيين اللبنانيين؛ حيث أنكر على
المسلمين وهذا من نحو ثلاثين سنة في دمشق طبعاً، أنكر على المسلمين تشددهم
في دينهم وبخاصة تكفيرهم لكمال أتاتورك الذي كان اسمه من قبل مصطفى كمال
باشا، هذا الزعيم التركي الذي أدخل العلمانية واللادينية بديل الشريعة الإسلامية
ومعروف هذا حاله، الشاهد: صدرت فتاوى يومئذ بتكفير هذا الرجل وهو حقٌ أن يكفَّر
لأنه غير دين الإسلام''.
=============
توصيات مجمع الفقه الإسلامي بشأن محاربة العلمانية :
حسبنا أن نختم مقالنا بما جاء في قرار وتوصية مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة
المؤتمر والذي عقد في المنامة عام (1998) ونصّه:-
''إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في
دورة انعقاد مؤتمره الحادي عشر بالمنامة في مملكة البحرين، من 25-30 رجب
1419هـ، الموافق 14- 19 (نوفمبر) 1998م. بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى
المجمع بخصوص موضوع ''العلمانية''، وفي ضوء المناقشات التي وجهت الأنظار إلى
خطورة هذا الموضوع على الأمة الإسلامية. قرر ما يلي:-
أولاً: إن العلمانية (وهي الفصل بين الدين والحياة) نشأت بصفتها رد فعل للتصرفات
التعسفية التي ارتكبتها الكنيسة.
ثانياً: انتشرت العلمانية في الديار الإسلامية بقوة الاستعمار وأعوانه، وتأثير الاستشراق،
فأدت إلى تفكك في الأمة الإسلامية، وتشكيك في العقيدة الصحيحة، وتشويه تاريخ
أمتنا الناصع، وإيهام الجيل بأن هناك تناقضاً بين العقل والنصوص الشرعية، وعملت على
إحلال النظم الوضعية محل الشريعة الغراء، والترويج للإباحية، والتحلل الخلقي، وانهيار
القيم السامية.
ثالثاً: انبثقت عن العلمانية معظم الأفكار الهدامة التي غزت بلادنا تحت مسميات مختلفة
كالعنصرية، والشيوعية والصهيونية والماسونية وغيرها، مما أدى إلى ضياع ثروات الأمة،
وتردي الأوضاع الاقتصادية، وساعدت على احتلال بعض ديارنا مثل فلسطين والقدس،
مما يدل على فشلها في تحقيق أي خير لهذه الأمة.
رابعاً: إن العلمانية نظام وضعي يقوم على أساس من الإلحاد يناقض الإسلام في جملته
وتفصيله، وتلتقي مع الصهيونية العالمية والدعوات الإباحية والهدامة، لهذا فهي مذهب
إلحادي يأباه الله ورسوله والمؤمنون.
خامساً: إن الإسلام هو دين ودولة ومنهج حياة متكامل، وهو الصالح لكل زمان ومكان،
ولا يقر فصل الدين عن الحياة، وإنما يوجب أن تصدر جميع الأحكام منه، وصبغ الحياة
العملية الفعلية بصبغة الإسلام، سواء في السياسة أو الاقتصاد، أو الاجتماع، أو التربية،
أو الإعلام وغيرها. التوصيات: يوصي المجمع بما يلي: أ- على ولاة أمر المسلمين صد
أساليب العلمانية عن المسلمين وعن بلادهم، وأخذ التدابير اللازمة لوقايتهم منها. ب-
على العلماء نشر جهودهم الدعوية بكشف العلمانية، والتحذير منها. ج- وضع خطة
تربوية إسلامية شاملة في المدارس والجامعات، ومراكز البحوث وشبكات المعلومات من
أجل صياغة واحدة، وخطاب تربوي واحد، وضرورة الاهتمام بإحياء رسالة المسجد،
والعناية بالخطابة والوعظ والإرشاد، وتأهيل القائمين عليها تأهيلاً يستجيب لمقتضيات
العصر، والرد على الشبهات، والحفاظ على مقاصد الشريعة الغراء
و ليس هناك حكم أحسن من حكم الله -عز وجل-، وسبق قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
تعليقات
إرسال تعليق