نظرة موضوعية ما أجملها :=================اخوة يوسف !

صباح الإيمان
************
نظرة موضوعية ما أجملها :
=================
اخوة يوسف !
كثيرون كتبوا عن يوسف عليه الصلاة والسلام ، ولم يكتب عن إخوة يوسف أحد .
إخوة يوسف ظاهرة قديمة ، تمتد منذ زمن قابيل وهابيل ،
 لتشمل كل صور الحسد والجحود ومحاولة القضاء على الآخر لما قد تفضل الله عليه من نعمة.
إخوة يوسف قد يكونوا إخوة العائلة الواحدة ، 
أو إخوة القبيلة الواحدة أو إخوة العشيرة الواحدة ،
 أو إخوة الشعب الواحد أو ربما إخوة الدين أو المذهب ،
 أو إخوة المهنة أو الصنعة أو إخوة العلم .
إخوة يوسف هم أولئك القريبين منك جسدا الغرباء عنك روحا، 
المتشاركين معك عيشا المفترقين عنك شعورا.
إخوة يوسف هم قوم يعرفون يوسف حق المعرفة ، 
ويشهدون في أنفسهم بتميزه وجدارته وفضل الله عليه ، 
لكن أنفسهم تأبى الاعتراف بذلك علانية والتسليم لمقتضاه واقعا ..
فيجحدون تفوقه وسبقه وتميزه وتفضله بدعاوى كثيرة :
• أهذا الذي بعث الله رسولا؟!
• أأنزل عليه الذكر من بيننا؟!!
• أهولاء من الله عليهم من بيننا؟!
• أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه؟!
• ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ..؟!
• ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين؟!
هذا الجحود والنكران لا يتوقف بإخوة يوسف في مقاطعته ، ولكنه يتحول إلى إرادة عدائية في وأد الشخص حسيا أو معنويا :
• لأقتلنك!
• لتكونن من المسجونين!
• اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا!
• حرقوه وانصروا آلهتكم!
• إنه مجنون لا بل شاعر لا بل كاهن .
لا بل جاهل ،
 لا بل داعي فتنة! ،
لا بل مفتتح باب ضلالة!
إخوة يوسف لا يلتفتون إلى روابط الرحم والقربى..
ولا إلى سابق المعرفة والصحبة..
ولا إلى القواسم والمحاسن..
ولا يرعون الدين والخلق..
فجمرة الحسد تحرق ذلك كله ، 
وعمى الحقد يغطي عليها جميعا !
كم من عالم ومصلح ومفكر عامله إخوته في المنهج والمذهب والطريق معاملة قوم إبراهيم لإبراهيم وإخوة يوسف ليوسف..
فحرقوا مآثره ورموه في غياهب النسيان وبكوا عليه زورا ،
 وقالوا: أكله الذئب! وجاؤوا على قميصه بدم كذب.
إخوة يوسف ليسوا شخوصا ، 
بل هي نفسيات وأخلاق وطبائع موجودة في مجتمعاتنا وبيئاتنا يستعملها إبليس للقضاء على شخصية يوسف وأخلاقه وكريم نفسه وجميل إحسانه .
هي نفسيات ربما كانت متدينة لكنها تبرر لفعلها هذه الجريمة.. 
وتعطي نفسها أملا بالصلاح .
وتكونوا من بعده قوما صالحين!
أما يوسف فقد يكون نبيا ،
وقد يكون صدّيقا ،
وقد يكون عالما ،
وقد يكون مصلحا ،
وقد يكون إنسانا عاديا أحبه الله واختاره وفضّله وكان في معيته ..
حين خذله أهله وإخوانه والمقربون إليه.. لطيب نفسه وطهارتها.
إخوة يوسف أضاعوا يوسف وأي فتى أضاعوا.. فلما وجدوه حيث أراد الله قالوا:
(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ 
كُنَّا لَخَاطِئِينَ).
ختاما..
علينا أن نتخلى عن نفسية إخوة 
يوسف قبل أن نقع في خطيئة وأده بيننا.  
 منقول بتصرف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في عام 1890، انتشر خبر عن مسرحية ستُعرض في فرنسـا

سحر الأرحام: تعريفه، أنواعه، أعراضه وعلاجه

📜1📜عقيدة أهل السنة والجماعة