....... كنوز واسرار القرأن الكريم ........

....... كنوز واسرار القرأن الكريم ........
........مع سورة الرحمن .........

بسم الله الرحمن الرحيم
 و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

(عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ)
[سورة الرحمن 4]

من رحمات الله سبحانه وتعالى التي تتجلى لنا يوميا هي إنعامه علينا بنعمة البيان. علمنا كيف نتحدث لنعبر عن مشاعرنا ورغباتنا. علمنا كيف نسأل لنتعلم. وعلمنا اللغات التي هي من آياته سبحانه.

(وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَ ٰ⁠نِكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّلۡعَـٰلِمِینَ)
[سورة الروم 22]

علمنا كيف نحرك ألسنتنا وشفاهنا ومقدار ما نخرج من هواء وتحريك فكنا لنخرج تلك الكلمات فكيف كان شكرنا لنعمته هذه؟
علمنا فهم آياته وحفظها وترديدها فكيف كان شكرنا لتلك الرحمات؟

لنستشعر تلك النعمة علينا أن نجرب العيش بلا كلام كالطفل الرضيع الذي يتألم ولا يتمكن من إخبار أمه عن مكان وجعه فلا يجد إلا البكاء. أو كالكبير الذي وصل إلى أرذل العمر ولا يتمكن من الكلام ليخبر أهله أنه بحاجة لمن يتكلم معه.  أو كالذي فقد النطق وينظر للآخرين ويريد أن يتجاوب معهم في الحديث الشيق ولا يتمكن من ذلك.
جرب أن لا تتكلم اليوم لخمس ساعات فقط واستشعر صعوبة الحياة بلا نطق لتستشعر رحمة الله في تعليمه لنا البيان.

(ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانࣲ)
[سورة الرحمن 5]

من نعم الله علينا أن جعل جريان الشمس والقمر بحساب دقيق فلا الشمس سابق القمر.
(لَا ٱلشَّمۡسُ یَنۢبَغِی لَهَاۤ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّیۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلࣱّ فِی فَلَكࣲ یَسۡبَحُونَ)
[سورة يس 40]

فنعمتا الشمس والقمر تتجلى في معرفتنا بحساب الساعات والأيام والشهور والسنوات. 

(هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِیَاۤءࣰ وَٱلۡقَمَرَ نُورࣰا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِینَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَ ٰ⁠لِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ)
[سورة يونس 5] 

فقط تخيلوا لو أن حياتنا بلا شمس تشرق تدفئنا وتضيء لنا النهار أو العكس تخيلوا شمسا لا تغيب فترتفع بسببها حرارة الأرض ولا نتمكن من الراحة والنوم من ضوئها!
أو تخيلوا حياتنا دون رؤية القمر أو عدم انتظامه فكيف كنا سنحسب شهر رمضان والأشهر الحرم وشهور الحج؟

فرحمة الله تتجلى في أن سخر لنا الشمس والقمر بحسبان.
فكيف شكرناه على هذه النعم؟

(وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ یَسۡجُدَانِ)
[سورة الرحمن 6]

والنجم وهو النبات الذي لا ساق له والشجر وهو النبات الذي له ساق كل منهما يسجدان لله خضوعا له.

فلو أن الشمس والقمر لم يكونا بحسبان لما نمت تلك النجوم والأشجار.
فالنبات يحتاج لضوء الشمس لينمو وليكون غذاؤه ولكل شجرة ونبتة حاجتها من الحرارة لتنبت وتنضج ثمارها فهناك فاكهة الصيف وهناك فاكهة الشتاء ولكل منهما مواسم للزراعة لا تصلح في غيره لذلك نحتاج لرحمة الله في جريان الشمس والقمر بحسبان.

(وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ یَسۡجُدَانِ)
[سورة الرحمن 6]

النباتات تخضع لله ملبية أوامره تسجد لخالقها مسبحة له هي وكل المخلوقات كما قال سبحانه وتعالى:

(أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یَسۡجُدُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَاۤبُّ وَكَثِیرࣱ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِیرٌ حَقَّ عَلَیۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن یُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یَشَاۤءُ ۩)
[سورة الحج 18]

للأسف من بين كل المخلوقات الإنسان هو الذي كثير منهم لا يسجد لله مع أن الله خلق لنا كل تلك المخلوقات العظيمة وسخرها لنا نحن. ومع ذلك فهي كلها تسجد وكثير منا لا يسجد لله! 

(هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ)
[سورة البقرة 29]

(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 13]

سبحان الله العظيم. تلك هي رحماته لنا وهناك المزيد فكيف نكون لنعمه من الذاكرين لها والشاكرين. 

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سحر الأرحام: تعريفه، أنواعه، أعراضه وعلاجه

أحد زعماء المافيا اكتشف بأن المحاسب لديه كان يختلس من أمواله

(صحف اخنوخ) أدريس عليه السلام ‏🤲🤲